عبدالله الطويرقي
«نحن العرب»
2025-12-08
تتجدّد روعة الرياضة العربية في كل محطة تجمع الأشقاء تحت راية المنافسة الشريفة وجاءت البطولة العربية هذا العام لتكون شاهدًا جديدًا على ما يمكن للعرب أن يقدّموه حين تجتمع الإرادة مع الحبّ والانتماء. وفي قلب هذه الروح المتدفقة برزت دولة قطر الشقيقة بتنظيمٍ استثنائي يوصف بأنه الأكثر من رائع، إذ قدمت للعالم أجمع نسخةً تليق باسم العرب وبحجم شغفهم لكرة القدم.


منذ صافرة البداية أثبتت قطر أنها قادرة على استضافة البطولات الكبرى. فمن المنشآت الحديثة إلى الدقة في التفاصيل إلى حسن الضيافة جميعها عناصر جعلت البطولة العربية تجربةً متكاملة يشعر فيها كل مشجع بأنه في وطنه. هذا التنظيم المتقن أتاح للمنتخبات واللاعبين التركيز على الإبداع داخل الملعب بينما تكفّل المضيفون بخلق بيئة مثالية خارج المستطيل الأخضر.


ومع توالي المباريات تألق عدد من المنتخبات العربية التي خطفت الأنظار بأدائها وروحها. فقد نجح المنتخب السعودي والمنتخب السوري والمنتخب الفلسطيني في انتزاع بطاقات التأهل للأدوار القادمة في إنجاز يجمع بين المتعة الكروية والفخر القومي. هذه المنتخبات لم تكتفِ بالنتائج بل قدّمت عروضًا أثبتت من خلالها أنّ الكرة العربية قادرة على الإبداع حين تتوفر الإرادة والدعم والجمهور.

لم تكن البطولة مجرد مباريات تُلعب بل تحولت إلى ملتقى عربي حقيقي جمع مشجعين من مختلف الدول في أجواء غلّفتها الأخوّة والانسجام. مشاهد الجماهير وهي تتبادل الأعلام والابتسامات وتحتفل بانتصارات بعضها كانت أجمل من كثير من اللقطات داخل الملعب. لقد أثبت هذا الحضور الجماهيري أن الروح العربية لا تزال نابضة بالحياة وأن الرياضة قادرة على جمع ما تفرّقه المسافات والحدود.

وفي قلب هذا المشهد الجماهيري البهي لفت الجمهور السعودي الأنظار بزخمه وحضوره الطاغي. فقد أثبت مرة أخرى أنه أحد أجمل الجماهير في الساحة العربية صوتًا وتشجيعًا وحماسًا. ألوانه أهازيجه دعمه المستمر كلها تحولت إلى جزء من هوية البطولة. لم يكن جمهورًا يشجع فريقًا فحسب بل كان روحًا تتفاعل معه كل اللحظات.

لقطة ختام
البطولة العربية ليست مجرد نتائج
وانتصارات بل هي منصة لعرض أجمل ما في شعوبنا من وحدة وتضامن.